احتفلنا في 18 كانون الأول/ ديسمبر في الوطن العربي وحول العالم باليوم العالمي للغة العربية، لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الأمم المتحدة العربية، لغة رسمية سادسة في المنظمة، حيث تختلف وتتنوع الاحتفالات والاحتفاء بطرق وبأساليب تعبر علاقة وظروف كل فئة بهذا الحدث وقد حضرت وتفاعلت شخصياً عن بعد مع عدد من تلك المناسبات التي أقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وحوار الضاد في آسيا وسلسلة ملتقيات التي لا يزال يعقدها مجلس الجوف بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والمناشط الثقافية واللغوية.
لا يساورني شك بأهمية اللغة العربية ويومها العالمي وارتباطها الوجداني لشعوبنا العربية، بل وقدسيتها للكثير من الشعوب المسلمة، لكن الزخم الكمي والنوعي لهذه المناسبة على ما أظن، إنما يعبر عن حالة من اليُتم والتَيتُم والاغتراب والضياع والانكسار والحزن العميق التي تسللت إلى وجدان كل إنسان عربي وضميره، جراء المتغيرات الكثيرة والتحولات العميقة التي حالت بين الإنسان العربي وتطلعاته بتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي أو الوحدة العربية بعد أن بددتها مشاريع الاحتلال والهيمنة الدولية والإقليمية وسياسات المحاور والأحلاف التي تسببت بجملة من الصراعات والحروب والدمار والتهجير والنزوح واللجوء وكميات هائلة من الفقد.
إن الاحتفال والاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يمثل عطش وتعطش وجوع ومجاعة وجدان وضمائر الشعوب العربية وتوقها للحد الأدنى من التضامن العربي؛ والمتمثل بحقها بالوحدة الثقافية الطبيعية بعد إجهاض تطلعات الشعوب بالوحدة العربية الاقتصادية.
فاللغة العربية هي نواة أي ثقافة عربية ففيها ومنها الهوية والانتماء لهذه الرابطة الثقافية الرأسية الأفقية.
إن من أبرز التحديات التي تواجه مستقبل اللغة العربية في البلدان العربية هو الفشل الإداري والتنظيمي لدى راسمي السياسات الثقافية والاقتصادية والإدارية بصناعة المهن اللغوية بدلاً من الوظيفة اللغوية. هذا التفكير الذي تسبب بحرمان المتخصصين باللغة من فرص عمل كثيرة؛ فضلاً عن حرمانهم من فرص استثمارية أكثر، سواء في المحتويات التعليمية والإعلامية والثقافية والفنية والتجارية والقانونية والاقتصادية والمالية وحتى الدينية.
إن الاحتفاء الحقيقي المطلوب من الوزارات المعنية باللغة العربية يجب أن يكون اقتصاديا ومن خلال مبادرات القطاع الخاص وبدعم الفرص الاستثمارية في اللغة العربية وباللغة العربية، حتى يكون الطلب مرتفعاً على المتخصصين اللغويين الناجحين والمبتكرين والمبدعين في العربية على اختلاف مجالاتها.
إن حصر عمل متخصصي اللغة العربية فقط في مجال التدريس، يكشف عن خلل ثقافي، اقتصادي، استثماري، مهني، وإداري تنظيمي. إن مبادرات الاستثمار في اللغة العربية وفي متخصصي اللغة العربية يجب أن يأتي من الوزارات المعنية والتي لديها الموارد البشرية والمالية لخلق وابتكار العشرات من تلك المبادرات. وعدم ترك المبادرات فقط للصدفة والعشوائية. وهذا ما يجعل التنمية الشاملة ترتكز وتقوم على اللغة العربية وهي اللغة الأم للجميع تعليماً وتنشئةً وثقافة وهويةً، وهذا هو الاحتفاء الحقيقي باليوم العالمي للغة العربية.
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org
لا يساورني شك بأهمية اللغة العربية ويومها العالمي وارتباطها الوجداني لشعوبنا العربية، بل وقدسيتها للكثير من الشعوب المسلمة، لكن الزخم الكمي والنوعي لهذه المناسبة على ما أظن، إنما يعبر عن حالة من اليُتم والتَيتُم والاغتراب والضياع والانكسار والحزن العميق التي تسللت إلى وجدان كل إنسان عربي وضميره، جراء المتغيرات الكثيرة والتحولات العميقة التي حالت بين الإنسان العربي وتطلعاته بتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي أو الوحدة العربية بعد أن بددتها مشاريع الاحتلال والهيمنة الدولية والإقليمية وسياسات المحاور والأحلاف التي تسببت بجملة من الصراعات والحروب والدمار والتهجير والنزوح واللجوء وكميات هائلة من الفقد.
إن الاحتفال والاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يمثل عطش وتعطش وجوع ومجاعة وجدان وضمائر الشعوب العربية وتوقها للحد الأدنى من التضامن العربي؛ والمتمثل بحقها بالوحدة الثقافية الطبيعية بعد إجهاض تطلعات الشعوب بالوحدة العربية الاقتصادية.
فاللغة العربية هي نواة أي ثقافة عربية ففيها ومنها الهوية والانتماء لهذه الرابطة الثقافية الرأسية الأفقية.
إن من أبرز التحديات التي تواجه مستقبل اللغة العربية في البلدان العربية هو الفشل الإداري والتنظيمي لدى راسمي السياسات الثقافية والاقتصادية والإدارية بصناعة المهن اللغوية بدلاً من الوظيفة اللغوية. هذا التفكير الذي تسبب بحرمان المتخصصين باللغة من فرص عمل كثيرة؛ فضلاً عن حرمانهم من فرص استثمارية أكثر، سواء في المحتويات التعليمية والإعلامية والثقافية والفنية والتجارية والقانونية والاقتصادية والمالية وحتى الدينية.
إن الاحتفاء الحقيقي المطلوب من الوزارات المعنية باللغة العربية يجب أن يكون اقتصاديا ومن خلال مبادرات القطاع الخاص وبدعم الفرص الاستثمارية في اللغة العربية وباللغة العربية، حتى يكون الطلب مرتفعاً على المتخصصين اللغويين الناجحين والمبتكرين والمبدعين في العربية على اختلاف مجالاتها.
إن حصر عمل متخصصي اللغة العربية فقط في مجال التدريس، يكشف عن خلل ثقافي، اقتصادي، استثماري، مهني، وإداري تنظيمي. إن مبادرات الاستثمار في اللغة العربية وفي متخصصي اللغة العربية يجب أن يأتي من الوزارات المعنية والتي لديها الموارد البشرية والمالية لخلق وابتكار العشرات من تلك المبادرات. وعدم ترك المبادرات فقط للصدفة والعشوائية. وهذا ما يجعل التنمية الشاملة ترتكز وتقوم على اللغة العربية وهي اللغة الأم للجميع تعليماً وتنشئةً وثقافة وهويةً، وهذا هو الاحتفاء الحقيقي باليوم العالمي للغة العربية.
كاتب سعودي
Dwaihi@agfund.org